برنامج على الأثر – الحلقة الأولى | العفة
نص الحلقة
بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. كثيرا. كثيرا.
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا. واغفر لنا ما ماضى يا واسع الكرام.
العفة ضبط النفس عن الشهوات. وقصرها على الاكتفاء بما يقيم الجسد ويحفظ صحته.
العفة خلق من الاخلاق النبوية التي اسسها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
يقول الله سبحانه وتعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ – النور (30)
ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم: اضمنوا لي سته من انفسكم اضمن لكم الجنة.
هذا رسول الله. النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم. الذي سعى وما ترك شيئا من الخير لامته الا وأرشدهم اليه.
يقول لنا صلى الله عليه واله وسلم: اضمنوا لي. اضمن له ست من الامور يضمن لك الجنة. نسأل الله ان يدخلنا الجنة يا ارحم الراحمين يا رب العالمين.
اضمنوا لي سته اضمن لكم الجنة.
- اما الاولى فقال عليه الصلاة والسلام: اصدقوا إذا حدثتم. الصدق وما أدراك ما خلق الصدق. فصدق الحديث يدخل الجنة.
- ويقول في الثانية صلى الله عليه واله وسلم: واوفوا إذا وعدتم. واوفوا إذا وعدتم
- وقال عليه الصلاة والسلام وأدوا إذا ائتمنتم.
وهؤلاء الثلاثة انما مخالفتهم يدخل صاحبها في دائرة ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم. انها دائرة المنافقين. فهذا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يذكر لنا اوصاف المنافقين في هذه الثلاث. إذا وعد اخلف. وإذا ائتمن خان. وإذا حدث كذب.
فهي صفات من الاخلاق النبوية التي رب عليها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذا الجيل الكريم. ثم قال صلى الله عليه واله وسلم: وغضوا ابصاركم. لان غض البصر يحفظ الانسان. وقال صلى الله عليه وسلم فيما بعد ذلك: واحفظوا فروجكم وكفوا السنتكم.
ولو اراد الانسان ان يتأمل في ارشاد النبي صلى الله عليه واله وسلم لرأى ان هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم اوتي جوامع الكلم. جوامع الكلم. فقد كان كلامه قصير في لفظه عظيم في معناه.
قال عليه الصلاة والسلام: اتق الله حيث ما كنت. واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.
وإذا أردنا ان نتعرف على بعض من كان يسلك هذا المسلك ويسير بهذا الخلق. فقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتاب المواعظ والمجالس قصة رجل اسمه ابو بكر المسكي. من هو هذا أبو بكر المسكي. رجل عفيف شاب جميل وسيم. كعادة الشباب الذين يسعون الى ان يكون في أحسن منظر. كان يعمل بزازا. يبيع القماش. وفي يوم من الأيام. بينما هو يسير. اذ وقع له حدث عجيب. شابه في حدث وقع لنبي من الأنبياء. وليس بغريب هذا. فان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. أكرمه الله عز وجل بالمعجزات. وانما بقيت للامة الكرامات. وبقيت للامة التأييدات.
فاثبت للأولياء الكرامة *** ومن نفاها فانبذ كلامه.
ابو بكر المسكي في يوم من الايام يطوف بالأسواق يبيع سلعه. ولما كان رحمه الله تعالى يبيع سلعته اذ بامرأة نادته تريد ان ترى ما عنده من القماش. دخل الرجل الى البيت. وضع السلعة. فجاءت جاريه وغلقت الأبواب. وخرجت سيدتها فقالت إما وإما. نسأل الله السلامة. إما الزنا وإما الفضيحة. فقالت والله لأتهمنك أنك تريد سرقه بيتي. وتريد ان تزني به. فنظر الى نفسه. وتذكر أن الله رقيبه في كل حال. وتذكر أن الله سبحانه وتعالى يشاهده ماذا يصنع. فاذا به رحمه الله تعالى يطلب منها ان يدخل الى الحمام. أكرم الله الحاضرين. فدخل على نية أن يطهر نفسه. فوجد في الحمام العذرة فدهن بها جسمه. وخرج إليها. نظرت إليه. اشمأزت منه. فأمرت بإخراجه من البيت.
عاد ابو بكر المسكي هذا الى البيت. غسل جسده. توضأ وصلى يحمد الله تعالى على ما اعطاه من التقوى. نام بالليل فاذا به يرى في منامه. أن ٱت قد اتاه. فجاءه قائل يقول له. يا ابا بكر. يا ابا بكر. فعلت ما فعلت لرضانا. والله لنرضينك. قام في الصباح فاذا كل الناس تشم منه رائحة المسك. وبقيت رائحة المسك تتبعه. وكل الناس تسأل. يا ابا بكر ما هذه الرائحة. من اين اشتريت هذا الطيب. قال اشتريته بتقوى الله. اشتريته بتقوى الله.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا التقوى. وأن يجملنا بها. وأن يلطف بنا فيما جرت به المقادير. وأن يرزقنا العفة. بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم.
والحمد لله رب العالمين.