توجيهات للعيد – 1446 هجري

يُسنّ فيه: إحياء ليلة العيد بالتكبير وبأنواع العبادات، من قراءة القرآن ومن الصدقة. مَن أحيا ليلتي العيدين أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب!
في هذه الليلة [ليلة العيد] ليلة الجوائز ينادي الحق تعالى فيها ملائكته: “ما جزاء الأجير إذا قضى عمله؟”. يقولون: “أن يوفَّى أجره”. فيقول: “أشهدكم أني قد غفرت لهم”. اجعلنا في المغفور لهم يا ربنا، وأهلينا ومن في ديارنا وقراباتنا وأصحابنا والمسلمين.
التكبير في العيد:
كان شعار المؤمنين التكبير في أعيادهم، وكانت تمتلئ به ديارهم وأسواقهم وشوارعهم.
أفضل العبادة في ليلة العيد التكبير إلى وقت إحرام الإمام بصلاة العيد في ليلة عيد الفطر وليلة عيد الأضحى من المغرب إلى وقت الصلاة، فإذا صلّى انقطع، ويبقى في الأضحى التكبير المُقيَّد بالصلوات الفرائض والنوافل.
زكاة الفطر:
زكاة الفطر عند الشافعية من أول الشهر يجوز إخراجها، وعند كثير من الفقهاء قرب العيد، قبل العيد بيوم أو يومين.
أفضل أوقاتها يوم العيد نفسه لكن قبل الصلاة، ويُكره تأخيرها عن صلاة العيد، وأما تأخيرها عن يوم العيد فحرام. معنى تأخيرها: عدم وصولها إلى يد المُستحق المحتاج.
زكاة الفطر كما فرضها علينا رسول الله ﷺ: صاع، أربعة أمداد، من بر أو شعير أو تمر؛ لأنه كان قوتهم، وقوتنا اليوم ما بين الأرز وما بين البر، هو غالب قوت الناس في زمننا فيُخرج منه.
إذا أخرجها من الطعام بهذه الآصُع فهو صحيح باتفاق الأئمة الأربعة وباتفاق فقهاء الشريعة المطهرة، وأما إذا أخرج القيمة من النقود فعند الحنفية يجوز، وغير جائز عند الشافعية والمالكية والحنابلة، ما دام الناس يقبلونه ويحتاجون إليه فهو أفضل من إخراج الدراهم؛ لأنه صحيح باتفاق وهو أصل ما فرض ﷺ. فيُعطى بها المحتاج.
هذه الزكاة طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين؛ تكون سببًا لقبول الصوم ولتطهيره عن اللغو وعن الرفث؛ حتى يقال: إن صوم رمضان مُعلق بين السماء والأرض لا يُرفع إلا بزكاة الفطر.
ارتباط العيد بالله والقصد منه:
يلبس الإنسان أغلى ما يجد من الثياب بلا تكلُّف وبلا مفاخرة، وإنما القصد: إظهار النعمة واتباع السنة النبوية، وإظهار النعمة والتزين بما شرع الله لنا لهذه الأعياد المباركة؛ لأنها ذات صِلة بالإيمان وبحقائق الدين.
كان أهل المدينة قبل الإسلام، قبل أن يأتي النبي محمد ﷺ، لهم يومان في السنة يلعبون فيهما – يعني يحتفلون، يجعلونه يوم سرور ويوم نزهة وفرح – فقال ﷺ: “أبدلكم الله خيرًا منهما: عيد الفطر وعيد الأضحى”.
ينبغي أن تكون حتى اعتبارات المسلمين لأيام فرحهم وتنزهاتهم مربوطة بالدين، مربوطة بالخير.
(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)؛ أعظم عيد هو عيد الفطر وعيد الأضحى.
- عيد الفطر لأنه خرج الناس من ليالي العتق وظفروا بالعتق، وظفروا بالمغفرة، وظفروا بالقرب من الرب، وظفروا بالتجاوز عن السيئات والذنوب العظام. هذا يوم الفرح.
- عيد الأضحى: بعد يوم عرفة – أيضًا يوم عتق من النار ويوم مغفرة كبيرة – ففي اليوم الثاني يكون يوم العيد.
ربط سيدنا علي المعنى بالقرب من الله وقال: “كل يوم لا نعصي الله فيه فهو عيد”.
قالوا: المحبون لله كل يوم لهم عيد؛ لأنهم في كل يوم يرتقون في درجات القرب من الله، والمعرفة بالله، ويزدادون نور إيمان ومعرفة وقرب ومحبة، فهي أعياد لهم، بارك الله لنا في أعيادنا.
إذا جاء يوم العيد وزادت وجهة الإنسان إلى ربه وشكره لربه جل جلاله حرُم علينا الصوم، وسُنّ للخارج للعيد في الفطر أن يطعم قبل أن يذهب، أن يكون بتمر، قبل أن يذهب لصلاة العيد يتناول تمرات وترًا، بعكس عيد الأضحى فإنه يمسك من بعد الفجر حتى يصلي عيد الأضحى.
قال: عن يوم الفطر أنه يوم عيد وإطعام، لأن فيه الزكاة. وقال: عن عيد الأضحى أنه يوم عيد ونُسك، يعني ذبح، ذبح للأضاحي. وقد كان ﷺ يرجع من العيد ويفطر على كبد أضحيته ﷺ.
المصادر:
موقع الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ: https://alhabibumar.com